المغرب يضع 24 ملعبا لتداريب المنتخبات المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025
تشكل بطولة كأس إفريقيا للأمم 2022، التي يستعد المغرب لاحتضانها بعد أيام قليلة، منعطفا مهما في مجال تنظيم التظاهرات الكروية الإفريقية، وذلك من خلال توفير 24 ملعبا لتداريب المنتخبات، وهو أمر لم يحدث قط في تاريخ هذه البطولة القارية العريقة.
وتهدف هذه الآلية المبتكرة والمهيكلة إلى توفير ظروف إعداد مواتية للمنتخبات، مع الحرص على ضمان التكافؤ الرياضي والنجاعة اللوجيستية.
وللمرة الأولى، ستخصص لكل فريق من المنتخبات الـ 24 المؤهلة إلى هذه النسخة ملعبا رسميا للتداريب خاص به، يضم كل مستلزمات الاعداد البدني و التتقني و التكتيكي، وجرى اختيار هذه الملاعب الموزعة على مختلف جهات المملكة حسب معايير حددتها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، لاسيما ما يتعلق بجودة البنيات التحتية وسهولة الولوج والأمن والقرب من ملاعب التباري.
وعلى المستوى الرياضي، يمثل هذا الإجراء دعامة أساسية لضمان تقديم أداء جيد، لأن المنتخبات، وإذ تجد تحت تصرفها بنيات تدريبية عصرية ومخصصة لها حصريا، فإنها ستعد لمبارياتها في ظروف متشابهة، مما سيتيح لها سرعة التعافي البدني وانسجام المجموعة. وتساهم هذه البنية المهيكلة أيضا في تقليص حدة العوائق المرتبطة بالتنقلات، والتي غالبا ما نظر إليها في النسخ الماضية على أنها عامل مسبب للتعب.
وإلى جانب البعد الرياضي، تلعب هذه الملاعب التدريبية دورا مركزيا في التنظيم اللوجيستي لكأس إفريقيا للأمم 2025، لأنها تتيح وضع خطط أفضل لتحركات المنتخبات، وتنسيقا فعالا مع السلطات المحلية، وإدارة ناجعة للتدفقات، سواء بالنسبة للوفود أو المصالح الأمنية. كما أن هذه المقاربة تساهم في انسيابية البطولة وضمان احترام المعايير الدولية.
إن تهيئة 24 ملعبا تدريبيا يعكس كذلك طموح المملكة في جعل كأس إفريقيا لأمم 2025 نسخة مرجعية. وتندرج البنيات التحتية التي جرت تعبئتها -المركبات الرياضية والفنادق ومراكز الإعداد- في إطار دينامية تنموية مستدامة تروم أيضا تثمين المناطق الترابية. وستستفيد مجموعة من المدن والجهات كذلك من العوائد الاقتصادية المباشرة المرتبطة باستقبال المنتخبات ومؤطريها والوفود الرسمية.
وتندرج هذه الآلية المبتكرة في إطار رؤية واسعة تروم تطوير كرة القدم الإفريقية. إذ تسعى الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، من خلال اعتماد نموذج مستوحى من كبريات البطولات العالمية، تعزيز مصداقية وجاذبية كأس الأمم الإفريقية، سواء لدى الفاعلين الكرويين أو لدى الجمهور، وكذا الشركات المؤسساتيين.
وبهذا تصبح الملاعب التدريبية رمزا شاهدا على تنظيم نسخة استثنائية من كأس الأمم الإفريقية ،ومنظمة بشكل جيد وأكثر عدالة واحترافية.
ومع اقتراب رفع الستار عن كأس الأمم الإفريقية ،تعكس آلية توفير ملاعب التداريب "غير المسبوقة" رغبة مشتركة بين المغرب والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لرفع سقف معايير البطولة.
وبوضع 24 ملعبا للتدابير رهن اشارة المنتخبات المشاركة، فإن كل المؤشرات توحي بأن نسخة 2025 من كأس الأمم الإفريقية لن تكون تظاهرة احتفالية كبيرة لكرة القدم الإفريقية فحسب، بل أيضا نسخة مرجعية في تاريخ التظاهرات الرياضية في القارة السمراء.




